لأننا نحترم عقولكم
بوليتيكو تونس – صدر حديثا عن دار إي كتب E Kutub للنشر والتوزيع ومقرها بريطانيا، بتاريخ 08 جوان 2025 كتاب بعنوان “كيف تمدّدت الشعبوية في العالم؟” للصحافي بدر السلام الطرابلسي. يتطرق الكتاب للظاهرة الشعبوية من مختلف الزوايا الممكنة والتي يمكن حصرها حسب محتوى الكتاب في العناصر التاريخية والسياسية والفكرية الايديولوجية والاتصالية والخطابية المكونة للظاهرة الشعبوية.
مدخل للشعبوية
يقدّم الكتاب، حسب المؤلّف، “مدخلا للشعبويّة ويعرفها على أنها منظومة سياسية وبناء خطابي واتصالي جدير بالفهم والتبسيط”. ويهدف إلى “رفع الالتباسات والدوكسات Doxas والأفكار السائدة والعفوية التي لا تخلو أحيانا من التحيّز و”الكسل” الفكري عن مصطلح الشعبوية”.
هذا الفهم سيكون لجانبين مهمين تنبني عليهما السردية الشعبوية وهما الخصائص النظرية والتجارب العمليّة للحركات الشعبوية الحديثة والمعاصرة. “وهو بمثابة محاولة جديّة وعميقة لفكّ رموز المنظومة الشعبوية الشائكة أمام القارئ العربي”.
الخصائص النظرية
فبالنسبة للتناول النظري للظاهرة الشعبوية فقد تطرق الكاتب للخصائص الفكرية والايديولوجية التي قامت عليها الشعبوية كاستراتيجية خطابية تهدف للوصول للسلطة دون أن تكون لها بوصلة ايديولوجية واضحة وثابته مثلما هو الحال بالنسبة للأيديولوجية الليبرالية الرأسمالية او الأيديولوجية الاشتراكية الماركسية
وأوضح الكاتب أن الحركات الشعبوية تتموقع أحيانا على اليمين وأحيانا على اليسار ولكن بتوليفات سياسية مختلفة”.
الشعبوية والاتصال السياسي
بالإضافة لهذا كله تطرق الكتاب للعلاقة المريبة والخاصّة بين الشعبوية والاتصال السياسي حيث استعمل استعمل كأداة للبروباغندا والتضليل والتلاعب أكثر مما استخدم حسب المناول الديمقراطي الذي تأسّس في رحابه.
التجربة التونسية
هذا وتطرّق الكاتب، حسب بلاغ اعلامي نشر يوم أمس، للتجراب الشعبوية التونسية منذ انطلاق الثورة مع العريضة الشعبية وحتى وصول الرئيس الحالي ، قيس سعيد، للسلطة والاستحقاق الانتخابي الأخير، من خلال تحليل هذه التجارب وتحديد خصائصها ومخاطرها على تجربة الانتقال الديمقراطي.
التثقيف السياسي ومحاربة الرداءة
واعتبر أيضا أن كتابه “كيف تمددّت الشعبوية في العالم؟” هو محاولة جديّة لدفع الرداءة الثقافية السائدة والفهم العميق لحقيقة الظواهر السياسية والاجتماعية التي تحيط بنا وسط الكمّ الهائل من التضليل والتلاعب بالرأي العام.
الكتاب من الحجم المتوسط ويحتوي على 202 صفحة، وهو بمثابة الدليل التوجيهي والتثقيفي حول ظاهرة الشعبوية من أجل فهمها والوعي بالتحديات والاشكاليات التي تطرحها، ويستهدف أوسع فئة من جماهير القراء من داخل وخارج الدوائر التعليمية والنخبوية.
[custom-related-posts]